
تمنيت لو كنت لاجئا سوريا من الذين آووا للحدود التركية هربا من البراميل و نيران الحرب المشتعلة بين أبناء الوطن الواحد ،لأتمكن من العبور إلى تركيا و الذهاب إلى المدينة الساحلية “بودروم” و أنا لا أملك شيئا سوى نفسي،لا أتردد كثيرا للإبحار إلى جزيرة “كوس” اليونانية ،فمسافة 4 كلم تفصل بيننا ،بيني و بين حلمي بالبحث عن المستقبل الواعد و الاستقرار ،أنتظر حلول الظلام لأركب قاربي المطاطي و أعبر هذا الطريق المختصر ،الذي سيصلني إلى اليونان و من ثم إلى أوربا، هاربا من الموت ..
أهرب من الجوع و الفقر ،من البطالة من التهميش و المحسوبية ،من التضييق على حرية الرأي و التعبير،أهرب من الطائفية ، باحثا عن حقي في الحياة كإنسان .
لا أملك شئ لا ملابس و لا مال ، لا طعام و لا أوراق رسمية،سوى ذكريات أليمة دموية ،أصوات الانفجارات و صراخ الأطفال و النساء ،أفترش الأرض ربما أمام البرلمان اليوناني كما فعل من سبقني ،سأضرب عن طعام لا أملك ثمن شرائه ،ربما تحس بي الحكومة اليونانية لو وصفت لها الحالة المأسوية التي هاجرت من أجلها، ،لتحسين ظروف استقبالي،على الرغم من أنها تعاني من أزمة اقتصادية ،فقط أطلب الأمان ،ربما سأضطر للسرقة و العمل مع عصابات المافيا ،أو أحاول الخروج من اليونان إلى بلد أخر ، فهنا من سبقني ظلوا لمدة عام دون حظوظ .
ربما ألمانيا ففيها حقوق اللاجئين أحسن أين قالت ميركل: “ليس هناك تسامح مع الأشخاص الذين ليس لديهم استعداد لتقديم المساعدة في المكان الذي يكون فيه اللاجئون بحاجة للمساعدة من الناحية القانونية والإنسانية”.
ربما بمعسكر المعبر الحدودي بـ”فريد لاند” ،أين يتوفر السكن و العناية الصحية،و بعض المساعدات المادية،فهنا الوضع أحسن مقارنة بملاجئ الدول العربية و تركيا،فقد قالت ميركل أيضا:”غدا سنخبر أطفالنا أن اللاجئين السوريين هربوا من بلادهم إلى بلادنا ،و كانت بلاد المسلمين “مكة” أقرب إليهم …”
عندها حين أصل و استقر بالمعسكر سأتابع أخبار سوريا على شاشة التلفاز،تدور في ذهني عدة أسئلة، أي مستقبل ينتظرني ؟ و ما تخبأ لي الأيام من مفاجآت؟ و هل سأعود قريبا إلى أحضان وطني و هو حر أو سأبقى في غربة موجعة لمدة مجهولة ؟؟؟؟؟؟
زياري سماعيل
أضف تعليقاً