
عندما أتابع الأخبار في نشرة الثامنة على التلفزيون الجزائري ، أستغرب دائما مما يحدث في الريبورتاج الذي تقدم فيه أخبار داعش ،حيث أن مقدم الأخبار و الصحفي الذي يقرأ التقرير يحرصان دائما في الحديث عن التنظيم بعبارة “ما يدعى تنظيم داعش” و هي رسالة واضحة تعني أنه ليس هناك اعتراف بهذه الدولة و هذا يعتبر تضليل للواقع.
الواقع يقول عكس ذلك تماما ،هو ليس تنظيم ،داعش هي دولة بكل ما تعنيه الكلمة،أولا يظن البعض أو الأغلبية أن هذا التنظيم مجرد جماعات إرهابية تكفيرية همها الوحيد القتل،لكنها منظمة تضم في صفوفها إطارات و خبرات عسكرية و سياسية و علماء،و تمتلك طاقات بشرية و إمكانات جد متطورة في مجال الإعلام و الاتصال.
ثانيا هذه الدولة تملك جيش و مخزون من الأسلحة المتطورة و التقنيات الحديثة في مجال الحماية و الحرب، ما يمكنها من الدفاع عن نفسها و خوض المعارك بكل شراسة، بدليل أنها استطاعت أن تهزم الجيش العراقي،و تمد من مساحة أراضيها هذه الأخيرة التي تعد دليلا أخرى على أنها دولة مستقلة ترابيا و لها أقاليم ونواحي و شعب خاضع لحكمها يسيرهم إدارات و مؤسسات.
و أخيرا و هذا الأهم داعش دولة مرتاحة ماليا بخزينتها أكثر من 8 مليار دولار و لها آبار نفط و كذلك عملة وطنية ما يمكنها من بناء اقتصاد و تجارة مستقلة و بالراية الوطنية السوداء تكتمل أركان هذه الدولة.
نحن هنا لسنا نمجد داعش أو ندعوا لها ،فهي في الأخير دولة إرهابية ظالمة و مستبدة يجب محاربتها و التحالف ضدها،فنحن ندين كل أنواع الإرهاب و القتل، يكفينا ما عانينا في العشرية السوداء،و أول طريقة لمجابهتها هي الاعتراف بوجودها ،لا يمكننا الهروب بالكذب على أنفسنا و على غيرنا،و أسلوب التجاهل و التصغير لن يفيدنا في شئ، فلو حدث و صدقنا كذبتنا سنجد أنصار هذه الدولة يزاحموننا من الداخل و الخارج.
الشئ الذي أستغرب منه أكثر أنني مازلت أشاهد التلفزيون الجزائري لست أدري هل هو وفاء أو غباء ….
زياري سماعيل
أضف تعليقاً